الفقهاء لا یفتون إلا بعد استفراغ الجهد

إنّ مَن یراجع کتب الفقه یدرک هذه الحقیقه بجلاء. فهناک علی سبیل المثال أخذ وشد طویل وعریض ونقاش حاد بین فقهاء الإسلام منذ أربعه عشر قرناً وحتی الیوم حیال الإفتاء طبق روایهٍ أحد رواتها مجهول الحال. فمثلاً لو وردت روایه عن المعصوم عبر عشره رواه کان تسعه منهم ثقات ولکن یقع فی هذه السلسله شخص واحد مجهول الحال أی لا یُعلم حاله هل هو ثقه أم لا؛ هنا یتوقف الفقهاء فی الإفتاء طبق هذه الروایه، لأنّه لا یجوز القول إنّ حکم الله فی مسأله هو کذا أو کذا دون دلیل ومستند. فإذا کان الأمر کذلک فهل یحقّ بعد ذلک لمن لیس اختصاصه الفقه أن یعطی رأیاً فی أحکام الله فیحلل ما یشاء ویحرّم ما یشاء؟!.

لقد سمعت شخصیاً من المرحوم الوالد رضوان الله علیه أنّه کانت هناک مسأله من مسائل الحج - لا یسعنا بیانها - وقعت مداراً للبحث بین مجموعه من المجتهدین، منهم مراجع للتقلید، وهم السید الوالد رحمه الله